همست الفتاة الخائفة، وهي أم في السادسة عشرة من عمرها، على الهاتف المحمول طالبة مساعدتها في الخروج من أزمتها والمكان الذي تقيم فيه.
وقالت الأم الصغيرة التي أجبرت على الزواج روحياً برجل يزيد عمره على عمرها ثلاث مرات، لتصبح زوجته السابعة: "أريد أن أخرج (من هذا المكان.)"
واتصلت الفتاة (السيدة) الخائفة بملجئ معني بالعنف العائلي، في سلسلة اتصالات سرية أثارت تحقيقاً حول طائفة تسمح بتعدد الزوجات، وقالت لهم إن زوجها اعتدى عليها جنسياً، وعندما كان يغضب، كان يضربها، بينما كانت زوجاته الأخريات يحملن رضيعها.
وبحثت الفتاة عن فرص للهرب من قبل، ولكنها تلقت تحذيرات بأن خارج بوابة "مزرعة التوق إلى صهيون"، ثمة عالم غريب عنها تماماً، وستجبر على قص شعرها ووضع مساحيق تجميل، وأنها ستمارس الجنس مع العديد من الرجال، وكلها خطايا ملعونة في ديانة يفرض فيها الاحتشام أن ترتدي المرأة ملابس داخلية طويلة تحت الثوب الأصلي.
في نهاية إحدى المكالمات بدأت بالبكاء، أرادت أن تستعيد كل شيء، وفقاً للأسوشيتد برس.
قالت لين مكفادن، مشرفة تحقيقات في قسم العائلة وخدمات الحماية، إنه تم تزويج الفتيات روحانيا إلى الرجال بمجرد وصلهن سن البلوغ وطلب منهم أن يحملن أطفالهن.
غير أن مسؤولي مصالح الطفل يزعمون في وثائق محكمة صدرت الثلاثاء، أن المجمع الذي بناه قادة "الكنيسة الأصولية لمسيح قديسي الأيام الأخيرة" كان حافلاً بالانتهاكات والإساءات الجنسية، حيث يتم تزويج الفتيات روحانيا إلى رجال أكبر منهن بكثير بمجرد وصلوهن مرحلة البلوغ، ويتم تهيئة الصبيان ليكملوا الدورة.
لكن وبعد أيام من شن غارة على المجمع الموجود في غرب تكساس، لا يزال المسؤولين غير متأكدين من موقع الفتاة، إذ لم يذكر اسمها بين أسماء الأطفال الموجودين على لائحة التماس الرعاية الأولية من قبل الولاية.
وقالت المتحدثة باسم خدمات حماية الطفل، مارليه ميسنير، إن سلطات تكساس لديها الحضانة القانونية لـ416 طفلا، يعتقد أن جميعهم عاشوا في المزرعة.
وجاء في وثائق المحكمة أن عددا من المراهقات في المجمع كن حوامل، وتم نقل كل الأطفال على أساس أنهم في خطر "إساءة عاطفية وجسدية وجنسية."